صفر الثورة 1 " من كتابات زمان "
على غرار صفر المونديال فأصبحنا الآن نقول صفر الثورة …
من قبل وأن أخذنا صفر في تنظيم المونديال ولكن كل ماخسرناه هو فرحتنا بكأس العالم ونظرة الدول لنا أننا جديرين بالتنظيم وخسرنا شرف التنظيم ومكاسب السياحة فنستطيع أن نقول بلغة الإقتصاديين, كل ماخسرناه هو مكاسب غير محققة أو خسائر غير محققة..
ولكن إذا قارناه بصفر الثورة فنحن على مر سنة ونصف كاملة من خسائر في السياحة لكساد اقتصادي رهيب، لسرقات، لصورة سيئة يرانا بها العالم من تخبطات نمر بها ومحاكمات فاشلة لكل رموز الفساد التي بلينا بهم الزمن لمدة ثلاثين عاما..
وأيضا حدث ولا حرج على البلطجة وانتشارها في كل شوارع مصر حتى بأحيائها الراقية التي إذا استمر الوضع كذلك حتى الآن لتصبح عشوائيات بسبب انتشار الباعة المتجولين وتجار الرصيف الذين حللو لأنفسهم الملكية العامة من أجل مكاسبهم الشخصية بدون أي رادع ومقاولين الموت الذىن تجد لهم في كل شارع عمارة مخالفة على الأقل..
والأهم من كل ذلك الذي قصدت أن أكتبه أخيرا لا لأثير النفوس ولا لأحزنها فأردت أن أكسر وطئها علينا وهي دماء الاف من شهدائنا.
فعندما كنا محتلين من قبل وانتصرنا في حرب أكتوبر وأخرجنا الصهاينة من أراضينا ليحكمنا بعد ذلك الحزب الوطني لمدة ثلاثين عام يقسم ممتلكاتنا عليه وعلى محاسيبه ونحن الآن نريد إعادة الكرة من جديد ليأتي علينا مرشحو الرئاسة التي بعد الجولة الأولى وأصبحوا كابوسا لنا..
فنحن كنا ننتظر الفارس الذي سيأتي لينقذنا وينهض بدولتنا إلى الأماما ونحن الآن أما مأزق لا نحسد عليه إما أن نختار شفيق رجل الحزب الوطني ورجل مذبحة الجمل وأراضي ومطاعم المطار الموزعة على الحبايب ليحاكم من يحاكم ويرجع أمن الدولة كيفما يشاء وطبعا تشكيل وزارة من رفاق الدرب والخروج الآمن طبعا لمن بقي في البلد وتلوثت دمائهم بدماء الأبرياء فهو الذي يفصل القوانين ليحاسب بها بعد ذلك..
أو محمد مرسي الرجل الاستبن لجماعة الإخوان لكي تحكمنا جماعة الإخوان المسلمين برئيسها الفعلي هو المرشد العام طبعا ومحاباتها للسعودية وقطر وجميع البلدان العربية الإسلامية حسب المصلحة المشتركة مع كل بلد فيهم.. فإذا حكمونا فنكون رجعنا إلى الوراء أكثر من خمسين عاما حينما استطاعوا السيطرة على البلد بشكل سري دون الظهور للأعين ولكنهم كانوا معروفين طبعا لدى الجميع وحينما اشتدت شوكتهم وأصبحوا خطر على النظام اعتقلهم الزعيم الراحل عبد الناصر ثم أخرجهم السادات ليقضوا على التيار الناصري والاشتراكي أيامها وقتلوه في النهاية..
فنحن لانريد هذا ولا ذاك ونجد أنفسنا حائرين, ماذا سنفعل فالبعض يقول شفيق رجل عسكري، ويستطيع السيطرة وإحكام الزمام غير أن فئة ليست بقليلة من الأقباط يرشحونه خوفا من الخلافة الإسلامية عليهم وكأنهم كانوا ينعمون بالعدل والحرية وتكافؤ الفرص والتدرج في المناصب وقوانين توحيد دور العبادة وغيرها وغيرها ومنهم من يرشحه لأنهم غير مؤيدين للثورة ولكنهم لم يستطيعوا النزول للاعتراض فهم الفئة الصامتة أو حزب الكنبة كما أطلق عليهم البعض ومنهم من يرشحه كرها في مرسي..
وإذا نظرنا إلى مرسي فنجد أن الفئة الجاهلة أو الفقيرة في المجتمع التي تحتاج لزيت وسكر الحرية والعدالة هم الذين يؤيدونه والفئة الأخطر هم من يريدون نصرة الدين الإسلامي.. فمرسي تاجر بالدين الذي هو أسمى وأعمق وأشرف أن يتاجر به أحد، فالسياسة لعبة قذرة يجب ألا تخطلط بالدين مهما كان ومنهم من يرشحه كرها في شفيق.
ولكن ماذا نفعل .. هل نقاطع ؟
فإذا قاطعنا أصبحنا سلبيين ويأتي أيضا الرئيس رغما عنا لأنه إن لم يكن بصوتنا نحن فيأتي بصوت آخرين..
فأنا أؤمن بفكرة الاعتصام والتظاهر السلمي حتى يطبق قانون العزل السياسي على شفيق لتعطي فرصة أخرى لمنافس قوي يقود الإعادة مثل حمدين صباحي فهو يستطيع التنافس بجدارة وبعدها يأتي حكم الصندوق النابع من إرادة الشعب حتى لو كان مرسي فنقبله بعدها لإنه دخل منافسة متكافئة.. فعلى الأقل حمدين لا يأتي بنا إلى 30 سنة فلول مرة أخرى ولا يقودنا أيضا إلى 100 سنة إخوان .
وهذا رأيي المتوضع الذى أراه في مصلحة وطننا.
تعليقات
إرسال تعليق