اعتذار واجب ... ولكن " من كتابات زمان "


أحب أن أبدأ كلامي بالاعتذار؛ فأنا بصفتي مواطن مصري قبطي، ولي الكثير من إخوتي المسلمين الذين تضرروا نفسيًا من تهجم على دينهم الكريم بظهور مثل هذا الفيلم المسىء للرسول صلَّ الله عليه وسلم؛ أقدم لهم اعتذار من قلبي أنا وجميع الأقباط المحترميين، الذي بالطبع لن يرضيهم مثل هذا التصرف المشين من قبل بعض أقباط المهجر؛ الذين هم لايمثلونا ولا يعبرونا بشىء سوى إثارة الفتن فقط لتعكير صفونا، وتقطيع نسيج الوطن الواحد في مختلف البلدان العربية.
ثم اختص بالتحية؛ كل أخ مسلم لنا تفهم الموقف ورأى ماحدث ببعد نظر صائبة اخترقت مجال الفيلم الضيقة، ونظر إلى ما أبعد من ذلك، ومن صناع هذا الفيلم، ومن ورائهم، ومن ممولهم، ولماذا ظهر في هذا التوقيت تحديدًا بعد إنتاجه بشهريين،
هذا الفيلم جميع صناعه من اليهود، وشاركهم فى البطولة بعض الأمريكان الذي لا دين لهم ولايمثلوا وجهة النظر المسيحية؛ بل هم يمثلون أنفسهم فقط، ولكم ماذا فعلنا نحن وما الذي بنفعله وما مقبليين عليه؛ فأنا أرى أننا ننتقم من أنفسنا ومن أخواتنا ومن ممتلكاتنا، فنحن نفعل الآن كما تعودنا أن نفعل في الفترة الآخيرة من انتقام؛ وهو تخريب ممتلكاتنا من أقسام وعربات شرطة، وكأنها هي التي تسببت في ذلك، ونشتبك مع إخوتنا من الأمن المركزي؛ الذي لاذنب لهم أبدًا في أي شىء سوى واجباتهم التي آتت بهم إلى حماية مثل تلك الممتلكات، فهل نظن فعلاً أن بفعل هذا هو يكون المنفس للشعب المصري أو فعلاً كما يقول البعض لأصحاب المصلحة من تلك الاختراقات الأمنية حسابات آخرى، إما أن نهجم على السفارة الأمريكية لحرق العلم أو سرقة مابها من متعلقات مثلما حدث في “صنعاء”، فنحن في الأساس نعاقب من أمريكا ؟

أولاً هذا الفيلم يعبر عن وجهة نظر صناعه فقط، ولا يعبر عن وجهة نظر دينية أو دولة أو حكومة بعيينها؛ فهذا الفيلم المسىء الذي اعتدى على الإسلام بكل مافيه من تعاليم سمحة وصورة وكأنه دين عنيف يحرض على الإرهاب، فهل من المعقول أن نرد على هذه الافتراءات بتأكيد وجهة النظر من حرق وإرهاب وضرب سفير مثل سفير أمريكا في “طرابلس”؛ الذي كان يؤدي واجبه فقط مثل أي موظف له أسرة ويعيشون معًا حياة كريمة بعيدة عن كل تلك المشاكل.
بل أننا في الأساس من المفروض عندما نريد التحدث في مثل هذه الأمور أن نتحدث عن طريق هؤلاء السفراء، فهكذا تكون العلاقات الدبلوماسية والسياسية أن تتحدث من خلالهم الحكومات وننظر كيف يتصرفون، وإذا لم يفعلوا شىء بسبب الخوف على المصالح المشتركة بينهم، تتصرف الشعوب كالمقاطعة الاقتصادية التي تجني ثمارها سريعًا مثلما حدث أيام أزمة “الدنمارك”؛ التي جعلها تعتذر قبل مرور أسبوع فقط حرصًا على انهيارها الاقتصادي.
ولكن أين تعليق الرئيس مرسي ؟ أو أين تعليق السعودية؛ بما أنها تعتبر بلد إسلامي كبير ؟ لا أعرف، ماذا سنفعل؟ لا أعرف أيضًا، ماذا ستفعل أمريكا ؟ لا أعرف؛ بل بدون أن تقول متحييز إلى أمريكا، فأنا أرى أن من حقها أن تحمي سفارتها ودبلوماسيها، وأخذ موقف من ماحدث في “طرابلس”؛ ولكن ما أعجبني فعلاً في كل هذه البلاد والتصرفات هو موقف “إنجلترا”؛ الذي نسخت مئة وعشرة آلاف مصحف مترجم ليفهم الناس، ويتعلم أن ماجاء هذا غير صحيح لتوعية شعبها بالقراءة، فبالعلم تتحضر الشعوب يا سادة، والثقافة هي سمة التحضر؛ وليس بالسباب والشتائم كما طل علينا الشيخ “وجدي غنيم” وسب القساوسة الأقباط بأبشع الشتائم، ومن حرض على حرق الإنجيل وغيره وغيره من ما تفتح لهم الفضائيات أياديها؛ ليحرضوا كما يشائوا !
فلابد من الهدوء والترقب وانتظار الحكومات تتصرف، أنا فقط أردت أن اعتذر وألفت النظر لبعض الأشخاص الذين أخذتهم حموة الغضب، وأخذوا يفتكون بممتلكاتنا، وأخواتنا بدون تبرير.
ده لينك لنفس المقال مترجم ومنشور على احد المواقع الانجليزية 
http://www.copts-united.com/English/Details.php?I=686&A=6869#.UFsYarZnTVk.facebook




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفتور الروحى

الطفاسة

يوسف الصديق