لماذا انا ؟ !

لماذا أنا هو سؤال أحيانا كثيرة نسأله لأنفسنا ويكون سؤال خبيث بعض الشىء لأنه في الواقع نحن نسأله إلى ربنا وليس لأنفسنا..
فلماذا أنا يارب خلقتني ذلك الشخص الذي مهما كنت أملك من المال والصحة والعلم والنجاح لا أرى ذلك؟ فلماذا ليس أنا من يملك تلك السيارة أو من لديه تلك الشهرة أو ليس أنا الطبيب الناجح أو المهندس المبتكر …. الخ
ولكننا لا نجد إجابة على هذا السؤال لأن السؤال أصلا لايجب أن يكون هكذا ولا يكون بصيغة سؤال ولكن يجب أن يكون بصيغة شكر فعندما ننظر إلى تلك الأشياء التي نتمنى تملكها فكيف نشكر الله على الأشياء التي أعطانا لنملكها فيوجد أيضا من هو يبحث عن تلك الأشياء التي في يدنا ولا ننظر إليها فأين نحن وأبناء المجاعات والأيتام وأصحاب الأمراض الخطيرة؟
فكل إنسان على الأرض الله منحه عطايا ومميزات ومواهب أيضا ليستغلها مقسمة بنسب في كل إنسان يزيد به شىء وينقص عنه آخر لأن الكمال أولا وأخيرا لله وحده فقط ولكن إذا افترضنا نفس السؤال نطرحه مرة أخرى وأيضا لله..
لماذا أنا ؟
لكن تلك المرة نسأل الله لماذا أنا يارب الذي فضلتني وأحببتني وفديتني؟ فحبك فائق الحدود ياب لي وغفرانك وصبرك علي لن ينفذ أبدا في يوم من الأيام مع أنني لا أبالي ولا اهتم بكل ذلك فأنا دائما الإنسان المتمرد المتطلع إلى كل مشتهيات الدنيا الذي لا ينظر لعطاياك مهما كانت كبيرة وواضحة في حياتي فلماذا أنا يارب الذي فعلت كل هذا من أجلي؟

لكن الإجابة هذه المرة سهلة وواضحة ومكونة من كلمة واحدة فقط وهي الحب..
فالله أحبنا وبذل نفسه من أجلنا وأعطانا كل ما يصلح لنا ونحن يجب علينا أن نرد له ذلك الحب بالحب فنحبه ونحب الآخرين وننزع من قلوبنا كل الحقد والحسد والكراهية التي سادت بكثرة في الفترة الأخيرة وأن نتعلم نشكر لكي نكون دائما راضين قانعين نحب حياتنا كما هي ونتعامل مع الأشخاص بنفسية جيدة متقبلين كل شىء من الله ونترك كل طلباتنا له وهو يفعل دائما الصالح من أجلنا وتكون مشيئته هو لنا فوق كل شىء ولأن نتقبلها برضا وشكر دائما..

فأعطينا يارب نعمة الشكر والسلام الداخلي والمحبة لكل الناس دائما فنحن فعلا محتاجون دعوة للتصالح مع النفس.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفتور الروحى

الطفاسة

يوسف الصديق