عم صبحى والسبع جنيهات " قصة "
كل جمعة بعد صلاة الظهر مباشرة تجدنى اتمزج بفنجال قهوتى المظبوط على ريحة بحر اسكندرية اتغزل فيه واستمتع بصوت امواجه فى واستراحاتى القهوة التجارية
دائما تحلو لى هذه الاصطباحة وانا اتأمل فى خلق الله داخل وخارج المقهى لأبحث فيهم على بطل استطيع استدراجه فى الحديث ربما يعطينى فكرة موضوع او يصبح هو شخصيا بطل لقصة جديدة
فيما انا اتأمل هذه المرة دخل علينا كهل من بابها المطل على البحر فى العقد السادس من العمر فروته البيضاء مفروشه على رأسه تتطاير من الهواء وذقنه شعيراتها كثيفة غير منتظمة متبعثرة على وجهه ويرتدى جاكيتا رماديا اللون موديل التسعينات وبنطلونا مثلها مثله و شرز كحلى من مخلفات عمرافندى يفصل بين قميصه وجاكته المتهالكة بعض الشىء ولكن فيما انا اتأمله رأيت تحت بربريزه العريض عينتان دابلتان يبدوا عليهم انهم يكتمون دموع متحجرة بداخلهما
فيالحمدك وكرمك يارب لقد جبرتنى ومنحتنى بطل جديد لقصة جديدة
جلس الكهل على الترابيزة المجاورة ولم يمر اكثر من عشر دقائق ليصبح ضيفى هو وحلبته على ترابيزتى انا ليتحدث معى
رجل يدعى عم صبحى خرج معاش من عدة سنوات وكان يعمل بالاصلاح الزراعى ايام ماكان فى زراعة لسه فى البلد دى , وخرج من بيته ليقبض معاشه من ماكينة الصراف الألى من احد البنوك فى شارع النبى دانيال بعيدا عن زحمة المعاشات وضجيج الشوارع وتكدس المارة ولكنه من سوء حظه تعثر بااتنين اشقياء ممن لايقدرون قيمة المال الحلال ولا رحمة بالعجوز ولا اى شىء , ليقطعوا طريقه وينغزونه نغزة خفيفة بمطواه فى جنبه لكى يفهم انها ليست مزحة ويصطحبوه بعد ذلك الى اول مدخل بيت ليقلبوه فى امواله و يقلبوا عليه احزانه فى ايضا التى ظهرت ملامحها على وجهة فيما هو يقص لى .... و فى استكانة الطفل النائم اعطى لهم ماكان معه من نقود كان سيجلب بها خزين البيت وهو يصرخ الى ربه من اعماقه بصوت مكتوم الا يتعثروا فى باقى معاشه الستمائة وسبعة وثمانون جنيها التى دسها تحت ذلك الشرز العجيب ولكنهم كانوا للاسف انصح منه وكان يراقبونه لحظة بلحظة من البداية , فصفعه احدهم على وجهه ليسقط بكفه دمعة تلو الاخرى من عينيين عم صبحى ويسبونه ويتركونه ويتركوا معه سبعة جنيهات فضة فقط تنازلوا عنهم له ليدبر نفقاته طيلة الشهر بها من اكل وشرب وكهرباء وغاز ودروس اولاده !
يحكى لى تلك القصة وقد سالت دموعه على فمه كحبات متلقلقة على ذقنه البيضاء وشفتيه اليابستيين فى كبرياء ولكنه لا يعرف ماذا سيفعل وكيف سيحكى لأولاده وزوجته :(
فواسيته بكلمات طبعا ليس منها فائدة بالنسبة له ولكن قولها فى تلك الظروف واجب علينا , فبالرغم من تعاطفى الشديد معه الا انه قفل لى اليوم مبكرا وانزل عليه بستار اسود حاولت كسرحدته باثنيين ليمون ليهدىء اعصابنا ومكافأة له ايضا بما اوحالى من قصة حقيقة استطيع الكتابة عنها غير طبعا كرمى الشديد على جميع الاشخاص سواء اعرفهم او لا " متواضع انا " :)
وللصدفة ايضا كان حساب حلبته وليمونه سبعة جنيهات فكان سينفقها كلها فى القهوة وسيضطر ان يسيرها من محطة الرمل لابو سليمان فى ست ساعات سيرا اذا استطاع اصلا الاستمرار
ولكنى واسيته وذهب لحال سبيله
بعدها طلبت حسابى من قهوة الصباح وليمون الظهيرة الى انا جاءنى القهوجى الوغد مبتسما ابتسامة لا اعرف صفراء شماته لانى لا اترك له بقشيشا يرضيه دائما او قد تكون بيضاء ولكنى اشك من ما رأه اليوم منى
وقال لى كيف لك ان تصدق قصة ذلك الرجل العجوز الذى يقص مثلها كل صباح على زبائن المقهى والمقاهى المجاورة ليأخذ منهم ما استطاع ان يخرج سواء نقودا اوأكلا او حتى مشاريب كما فعل معك ولكن حمدا لله الخسائر لم تتجاوز السبع جنيهات " اذبهلال "
وخرجت من قهوتى داع على عم صبحى وداع على القهوجى الوغد وداع ايضا على المجرميين قطاع الطريق احتياطيا , فربما يفعلوا ذلك مع اى شخص اعرفه او لا اعرفه .. وذهبت وانا أرى فى ذاكرتى دموع عم صبحى وتأثره وانا اخبط كف على كف على ممثليين هذا الزمان وأخذها مهنة لهم وتحايلهم على الحياة التى يعيشونها..
وكان اليوم هذا من اطرف ايامى لانى كل مرة اختار انا ضحية لى لاستخرج منها ما اريد ولكن اليوم كنت انا تلك الضحية
دائما تحلو لى هذه الاصطباحة وانا اتأمل فى خلق الله داخل وخارج المقهى لأبحث فيهم على بطل استطيع استدراجه فى الحديث ربما يعطينى فكرة موضوع او يصبح هو شخصيا بطل لقصة جديدة
فيما انا اتأمل هذه المرة دخل علينا كهل من بابها المطل على البحر فى العقد السادس من العمر فروته البيضاء مفروشه على رأسه تتطاير من الهواء وذقنه شعيراتها كثيفة غير منتظمة متبعثرة على وجهه ويرتدى جاكيتا رماديا اللون موديل التسعينات وبنطلونا مثلها مثله و شرز كحلى من مخلفات عمرافندى يفصل بين قميصه وجاكته المتهالكة بعض الشىء ولكن فيما انا اتأمله رأيت تحت بربريزه العريض عينتان دابلتان يبدوا عليهم انهم يكتمون دموع متحجرة بداخلهما
فيالحمدك وكرمك يارب لقد جبرتنى ومنحتنى بطل جديد لقصة جديدة
جلس الكهل على الترابيزة المجاورة ولم يمر اكثر من عشر دقائق ليصبح ضيفى هو وحلبته على ترابيزتى انا ليتحدث معى
رجل يدعى عم صبحى خرج معاش من عدة سنوات وكان يعمل بالاصلاح الزراعى ايام ماكان فى زراعة لسه فى البلد دى , وخرج من بيته ليقبض معاشه من ماكينة الصراف الألى من احد البنوك فى شارع النبى دانيال بعيدا عن زحمة المعاشات وضجيج الشوارع وتكدس المارة ولكنه من سوء حظه تعثر بااتنين اشقياء ممن لايقدرون قيمة المال الحلال ولا رحمة بالعجوز ولا اى شىء , ليقطعوا طريقه وينغزونه نغزة خفيفة بمطواه فى جنبه لكى يفهم انها ليست مزحة ويصطحبوه بعد ذلك الى اول مدخل بيت ليقلبوه فى امواله و يقلبوا عليه احزانه فى ايضا التى ظهرت ملامحها على وجهة فيما هو يقص لى .... و فى استكانة الطفل النائم اعطى لهم ماكان معه من نقود كان سيجلب بها خزين البيت وهو يصرخ الى ربه من اعماقه بصوت مكتوم الا يتعثروا فى باقى معاشه الستمائة وسبعة وثمانون جنيها التى دسها تحت ذلك الشرز العجيب ولكنهم كانوا للاسف انصح منه وكان يراقبونه لحظة بلحظة من البداية , فصفعه احدهم على وجهه ليسقط بكفه دمعة تلو الاخرى من عينيين عم صبحى ويسبونه ويتركونه ويتركوا معه سبعة جنيهات فضة فقط تنازلوا عنهم له ليدبر نفقاته طيلة الشهر بها من اكل وشرب وكهرباء وغاز ودروس اولاده !
يحكى لى تلك القصة وقد سالت دموعه على فمه كحبات متلقلقة على ذقنه البيضاء وشفتيه اليابستيين فى كبرياء ولكنه لا يعرف ماذا سيفعل وكيف سيحكى لأولاده وزوجته :(
فواسيته بكلمات طبعا ليس منها فائدة بالنسبة له ولكن قولها فى تلك الظروف واجب علينا , فبالرغم من تعاطفى الشديد معه الا انه قفل لى اليوم مبكرا وانزل عليه بستار اسود حاولت كسرحدته باثنيين ليمون ليهدىء اعصابنا ومكافأة له ايضا بما اوحالى من قصة حقيقة استطيع الكتابة عنها غير طبعا كرمى الشديد على جميع الاشخاص سواء اعرفهم او لا " متواضع انا " :)
وللصدفة ايضا كان حساب حلبته وليمونه سبعة جنيهات فكان سينفقها كلها فى القهوة وسيضطر ان يسيرها من محطة الرمل لابو سليمان فى ست ساعات سيرا اذا استطاع اصلا الاستمرار
ولكنى واسيته وذهب لحال سبيله
بعدها طلبت حسابى من قهوة الصباح وليمون الظهيرة الى انا جاءنى القهوجى الوغد مبتسما ابتسامة لا اعرف صفراء شماته لانى لا اترك له بقشيشا يرضيه دائما او قد تكون بيضاء ولكنى اشك من ما رأه اليوم منى
وقال لى كيف لك ان تصدق قصة ذلك الرجل العجوز الذى يقص مثلها كل صباح على زبائن المقهى والمقاهى المجاورة ليأخذ منهم ما استطاع ان يخرج سواء نقودا اوأكلا او حتى مشاريب كما فعل معك ولكن حمدا لله الخسائر لم تتجاوز السبع جنيهات " اذبهلال "
وخرجت من قهوتى داع على عم صبحى وداع على القهوجى الوغد وداع ايضا على المجرميين قطاع الطريق احتياطيا , فربما يفعلوا ذلك مع اى شخص اعرفه او لا اعرفه .. وذهبت وانا أرى فى ذاكرتى دموع عم صبحى وتأثره وانا اخبط كف على كف على ممثليين هذا الزمان وأخذها مهنة لهم وتحايلهم على الحياة التى يعيشونها..
وكان اليوم هذا من اطرف ايامى لانى كل مرة اختار انا ضحية لى لاستخرج منها ما اريد ولكن اليوم كنت انا تلك الضحية
تعليقات
إرسال تعليق