ناس وناس

من كام يوم كدة كنت فى مكان وهم جدا اسمه سيتى ستار انا عارف ان معظم الناس عارفينه لكن اعذروا جهلى لانى مش بهتم بالاماكن دى لأنى عمرى ماهشترى من مكان زى ده , فأنا تفكيرى الساذج فهمنى ان ده مكان تسوق الاغنياء لكن طبعا كنت غلطان , ده طلع مكان لتسوق اغنياء الاغنياء .. هما دول فعلا اللى كنت فاكرانهم خيال علمى ملهمش وجود غير فى المسلسلات وبس 
من وانا فى الباركينج وشوفت العربيات المركونة اتقبضت من المنظر وافتكرت انى لسه مكمل لعبة نيد فور سبيد موست وانتد او اندر جراوند او حاجة كدة تشبه متحف اللوفر بس للسيارات الفخمة 
كبرت دماغى وطلعت فوق شوفت محلات فى منتهى العظمة كان صديق ليا منه لله قالى هناك عامليين تنزيلات , أتاريها من 3 بواكى لباكوين فى الجاكيت ياقلبى لاتحزن برضو تسبب كارثة بالنسبة لى لكن المشكلة ان العيال الصغيرة بتشترى وسن ال 17  18 تكبش حاجات وتديه الفيزا كارد يحاسب من حساب ابوها وخلصت البيعة على كدة حتى ممن غير مايسئل بكام المهم الفيز فيها !
صراحة اتحسرت على نفسى وقولت هما دول فعلا الناس اللى عايشة حسرة على الغلابة اللى شبهنا احنا ملناش مكان معاكم ياناس يالميعة انتوا سيبونى فى حالى انا امشى احسن بدل مايجيلى اكتئاب
حتى وانا خارج مقدرتش اعدى تانى عالباركينج وخرجت من باب الطوارىء او باب العمال تقريبا
باب مهجور خالص يدوبك بيدخل منه العمال مرة الصبح والتانية اخر اليوم وبيطلع على مكان تانى خالص غير اللى دخلنا منه طلعت على منطقة مش عارفها الناس فيها غلابة العيال بتجرى فى الشوارع بالكوم يالابسين مقطع يامش لابسين منهم اللى بيصرخ من الجوع والى مبقاش فى نفس يصرخ اصلا ... والعيال الصغيرة ماشية تطوح من تقل الانابيب على كتافها اومن ارهاق العمل عليهم والرجال سارحة بعربيات الفجل والبقدونس والحراتى والامهات بترضع رضاعها على قروانات الجبنة القديمة والمش وكلهم بيبصولى اكنى وزير او جون ترافولتا معدى قدامهم , نجم سينمائى فعلا لاشكالهم دى ... بس اكن البصة دى علشان يفوقونى ويقولولى بص للى اقل نك واحمد ربك , ومنهم كتيراوى عمل زىّ وقال هما دول الناس العايشيين يابا لكن طبعا ولا احنا هنا ماشيين بس نعثر فيهم بريحة برفان غالى والاى فون والنضارة وهما مش لاقيين ياكلوا وساعتها فهمت اللعبة والسكة اللى ماشانى منها ربنا علشان احرم اتذمر تانى وابص لغيرى ومشكروش وقعدت افكر برضو وقولت لو كان هايعدى قدام الناس دول طفل مشلول او بنت مبتشوفش او ... اكيد كانوا هيقولوا حمد اله احنا عايشيين كويس اوى 
وفوقت نفسى من الوهم اللى انا عايش فيه ده واتأكدت ان الفكرة كلها فكرة قناعة ورضا باللى احنا فيه وكل انسان بيشوف نقصه فى غيره ومبيشوفش ابدا نقص غيره فيه, مفيش ابدا انسان كامل لان الكمال ده صفة الهية فقط وزى ماحنا بتمنى نكون غيرنا فى ناس كتير اوى برضو بتتمنى تكون احنا